هناك...عند البيت الحرام...أطوف وأسعي... أدعوا لنفسي بالثبات.., أدعوا لزوجي .. أبنائي.. أهلي والأصدقاء. وبينما أنا مستغرقة في الدعاء، تذكرت ذلك الشاب.. شاب لا أعرف له إسم ولا أذكر له ملامح.. كل ما بقى في ذاكرتي منه، لحيته المرتبة و ثوبه الأنيق. كنت في عيادة أحد الأطباء وإبنتي بقربي، تتلوى من الألم، دموعها تنهمر و تتمتم شاكية ، تأن وتطلب مني إدخالها إلى الدكتور.. أحاول تهدئتها.. و قد أرسلت أذني وراء الممرضة علٌها تنادينا، عيني تلاحقها في ذهابها وإيابها، وهي تتصرف ببرود، غير مبالية بحالنا. الوقت يمر ببطئ شديد..الدقائق لا تتحرك.. المكان مكتظ.. والمرضى يدخلون للفحص ولا يخرجون..ونحن ننتظر وننتظر و..ننتظر. تعود بعد قليل لتنادي.. ذلك الشاب.. وبكل إنسانية يتبرع بدوره لأبنتي ، فيضع بذلك حدا لمعاناتها
هناك ... عند البيت الحرام دعوت له، علني أسهم في إثقال ميزانه ، فيأتي يوم الحساب فيجده فائضا بحسنات لم يدري عنها، جاءت ممن أحسن إليهم فدعوا له بظهر الغيب... و...لعله...لعله... يدخل الجنة بغير حساب
No comments:
Post a Comment