فاتخذه وكيلا

هي من أحب السور إلى قلبي التي تدبرت من خلالها في أسماء الله الحسنى ، إنها سورة طه التي جاء فيها " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى " الآيه ( 8 )، وأصبحت هذه الأسماء قريبة من قلبي ، ومنها إسم الله "الوكيل" ليقيني بحاجة الإنسان للإعتماد على من يتولى أموره في هذه الحياة التي أصبح من سماتها القلق والإكتئاب والخوف من المستقبل ، فنحن نعرف إسم الله "الوكيل" ولكن لابد أن تكون معرفة حقيقية تجعلنا نعيش بهذا الإسم ، فهذا الإسم أنار لي الطريق لألجأ إلى الله وأتوكل عليه في كل أمور حياتي الصغيرة والكبيرة.

فقد جاء وقت مغادرة المربية التي كنت أعتمد عليها لتنام في غرفة مجاورة لغرفة بناتي ظنناً مني بأن هذا الوضع سيجعلني مطمئنة. لم أشعر بالخوف والقلق ليلة مغادرتها لأن الساعة اقتربت من الفجر. ولكن ما أن أويت إلى فراشي في الليلة الثانية إلا وبدأ القلق والخوف على بناتي يتسلل إلى قلبي وأنا في هذه الحالة من القلق و الخوف بدأت أسأل نفسي أين إسم الله "الوكيل" مني ، وشعرت بالخجل من نفسي فقد اعتمدت على إنسانه نائمه لاحول لها ولا قوة والنائم كالميت ، ولم أعتمد علي الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم فبدأت أردد "حسبي الله ونعم الوكيل"، وفي الليلة التالية ما أن أويت إلى فراشي حتى بدأت أردد "حسبي الله ونعم الوكيل" فشعرت براحة وطمأنينه لم أشعر بها قط من قبل ، فنمت قريرة العين فأنا اعتمدت على من يتدبر أمور عباده ويتولى شؤونهم ويسخر ما يحتاجون إليه ، اعتمدت على الوكيل الذي كان يرزقهم وهم أجنة في بطني " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " الزمر (62).
هذا موقف من مواقفي في التوكل على الله وسوف أحدثكم في المرات القادمة عن مواقف أخري مع "الوكيل" ..........