
لونها أسمر, حسنة المظهر, بسيطة, تلاحظ على وجهها آثار التعب والإرهاق, تستيقظ في الصباح الباكر لتداوم على وظيفتها,
هذه الوظيفة التي لا عطل فيها, ولا ساعات عمل محدودةولكنها وظيفة يومية لا تستلم فيها على راتب.
جوالها يصيح في كل لحظة وهي تتلقى المكالمات بطولة بال وصبر, فهي لا تشتكي أبدا, بل تحاول إرضاء الجميع.
لم أكن أعرفها سابقا, وعرَفتني عليها صديقة وأخت عزيزة على قلبي, ومنها تعرفت على صاحبة القلب الكبير,,,, وأسمها بدرية. تلك الأم الحنون التي لا تمل أبدا من عمل الخير, فهي تتنقل من هذا البيت إلى ذاك ومن هذه الوزارة إلى تلك لتتفقد أحوال الفقراء وتناشد أهل الخير لتقديم مساعداتهم, وحين نسألها في كل رمضان عن المحتاجين, تأخذنا إليهم في أزقة مدينة عيسى من شارع إلى شارع, ثم إلى المحرق وأحيانا الرفاع, لتسجل إحتياجاتهم في دفترها الأسود الصغير ومن ثم تقوم بالإتصال بالمقاول ليشرف على ترميم بعض البيوت الآيلة للسقوط أو البيوت المكتظة بأكثر من 13 فرد أحيانا لتوفر لهم المسكن المريح والصحي,,,
ولطالما ذهبت الى أهل الخير من التجار لتنتظر بالساعات في مكاتبهم بدون تذمر, أما نحن فنمل وينفذ منا الصبر في أسخف الأمور.
لا أنساها أبدا حين أصابها ألم في ساقها, فلم يوقفها الألم عن مواصلة عمل الخير بل تأتي متكأة على عكازها, ومعها أيضا دلة مليئة بالماء الدافيء لتشرب منها حين تصاب بالكحة!
وهكذا كل يوم, تبحث عن اليتيم, وعن الولد المحتاج إلى تعليم وعن المريض المحتاج إلى علاج, وعن الفقراء والمحتاجين, والمطلقات والأرامل. فهي جمعية خيرية متكاملة ولكن من قبل فرد واحد فقط.
جزاك الله ألف خير وجعل عملك في ميزان حسناتك, فأنت قدوة لنا جميعا, وفقك الله...
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ(11)يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12).سورة الحديد.
1 comment:
سبحان الله، هذا المقال ثاني ما رأيت مما هو بشرى لهذه المرأة الكريمة.كنت أتصفح مجلة لإحدى الشركات في البحرين، و هي مجلة تُكتب فيها أهم ما قامت به الشركة من أعمال. و فوجئت عندما رأيت وجها أعرفه،،، بدرية! كانت صورة تذكارية لتكريمها من قِبَل الشركة لكونها أفضل زبونة.و أدركت فوراً بأن ما تشتريه هو للفقراء.هذا شكر البشر، بتكريم و درع و صورة تذكارية، كيف سيكرمها الله يوم القيامة أمام الخلق أجمعين؟! و ذهب فكري للرجل الذي إشتكى للرسول صلى الله عليه و سلم ذكر الناس لأعماله الصالحة التي ارادها أن تكون خالصة لوجه الله، و ليس لذكر الناس لها، فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم متبسماً و قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. فذاك التكريم، و هذه المقالة التي كتبتيها، عاجل بشرى أختنا الحبيبة بدرية.، تقبل الله عملها بأحسن ما عملت و جزاها الله خير ما جازى به عبد قط
Post a Comment