في المساء..إستلقيت على الأريكة مسترخية... تغطيت بالبطانية...فتحت مصباح الطاولة الصغير..وبدأت أقرأ أولى صفحات رواية الكاتب خالد الحسيني ألف شمس مشرقة
رواية حزينة ، تدور أحداثها حول حياة فتاتين من أفغانستان ، مريم وليلى ، في ظل الأحداث التاريخية خلال الثلاثين سنة الماضية ، بدءاً بالاحتلال السوفيتي، وصولاً إلى طالبان ، وإنتهاءاً بإعادت تأهيل أفغانستان ، فنرى بعينيهما واقع المرأة الأليم و صراعها المستمر للنجاة وسط الدمار.. الفقر..الجوع.. الخوف و ضياع الحقوق ممتزجاً بالطبيعة البشرية التي تبحث عن الحب و السعادة والإستقرار
و مع إدراكي التام أن البطلتين من وحي خيال الكاتب ، إلا أن ذلك لم يمنع قلبي من القفز إنفعالاً كلما أحدق الخطر بهما...لم يمنعي من البكاء تأثراً بأحزانهما ...لم يمنعني من التفكير في واقع أنغانستان الأكثر مرارةً من الرواية
لقد أسفرت الحرب ضد الإتحاد السوفيتي عن مليون قتيل... عائلات بلا عدد تحولت منازلهم الى حطام... وآخرين بعاهات مستديمة
في زيارة للكاتب خالد الحسيني لأفغانستان في عام 2007 ، قابل عائلات يقل دخلها اليومي عن الدولار الواحد...يقضون الشتاء كله في حفر تحت الأرض إتقاءً للبرد...زار قرى ، سكانها يشربون الماء من أنهار موحلة...يموتون بسبب أمراض، علاجها سهل، ولكن غير متاح لهم....لا يملكون مأوى ولا طعام ولا مدارس ولا عمل
بقلب مثقل، أغلقت الكتاب ، و عدت من أفغانستان الى البحرين..الى منزلي .. الى أريكتي .. وأنا مستلقية فوقها..متغطية بالبطانية ..مستمتعة بدفئها..نِعم من الله، ليسرها، عُميت الأبصار عنها، وغدى شكره عليها غائباً عن القلب و اللسان
No comments:
Post a Comment