الصحبة الصالحة

Monday, October 12, 2009

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا

السلام عليكم ورحمة الله,,,,
لقد ذكرت من قبل في التعريف عن نفسي بأنني كنت أظن بأنني ملتزمة بفروضي , على الأقل الصلاة وأدائي الحج والصيام وقراءة القرآن-ربما في شهر رمضان أكثر شيء- و يغمرني شعور بأن الله يحبني لأدائي هذه الفروض, ولكن في نفس الوقت كنت منشغلة بأمور الدنيا المختلفة, فكنت أفرط في المعاصي مع الشعور بتأنيب الضمير والذنب وكنت أحس بأنني أفضل من اللذين حولي لأنهم غير ملتزمين بفروضهم, مما جعلني أكذب على نفسي وأقول أنا أحسن منهم والأسوأ من ذلك أنني كنت أصدق كذبتي!!!
وحين أنعم الله علي بصحبة صالحة بدأ ينتابني شعور لا يوصف, وبدأت الأمور تختلف لدي وبدأت أحس بأنني مهما عملت من فروض فأنها غير كافية, لأن اللذين من حولي يتسابقون على الإيمان وطاعة الرحمن, وبدأت أخجل من الله عز وجل وأخجل من نفسي, فكيف كنت أظن بأنني ملتزمة بديني؟؟


والعجيب أن حتى الأنبياء كانوا يحرصون على الصحبة الصالحة. فعندما كلف الله سبحانه وتعالى النبي – صلى الله عليه وسلم – بالرسالة ، أهدى له في البداية صاحبا اسمه "أبو بكر"، وفي الآية الجميلة: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ" (سورة الكهف الآية 28) فحين أتمعن في هذه الآية أحافظ على هذه الصحبة، وابحث عنها، واصبر عليها. وحين ننظر إلى من يوجه الحديث: إلى الرسول– صلى الله عليه وسلم –"وَلَاتَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" (سورة الكهف الآية 28) أفلا نخجل من أنفسنا؟؟
هذا بعض من تجربتي الشخصية مع سورة الكهف, فهل نبدأ في البحث عن الصحبة الصالحة وترك المعاصي كما فعل أصحاب الكهف, مع انهم كانوا فتية, فلم ينجذبوا الى مغريات الحياة وزينتها وفضلوا ترك أهلهم ومن يحبون تقربا الى الله وتوكلا عليه.

No comments:

Post a Comment